الى

للسنة الثانية على التوالي: العتبة العباسية المقدّسة تُطلق فعاليات المؤتمر السنويّ الدوليّ لحفظ التراث المخطوط وإحيائه..

حفل الافتتاح
تحت شعار: (احتفظوا بكتبكم فإنّكم سوف تحتاجون إليها) انطلقت صباح اليوم الأحد (20ذي الحجّة 1436هـ) الموافق لـ(4تشرين الأوّل 2015م) فعّاليات المؤتمر السنويّ الدوليّ لحفظ التراث المخطوط وإحيائه بنسخته الثانية الذي تقيمه مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسيّة المقدّسة التابعة لقسم الشؤون الفكرية والثقافية فيها وعلى قاعة الإمام الحسن(عليه السلام) للمؤتمرات والندوات في العتبة المقدّسة.

استُهِلّ حفل افتتاح المؤتمر الذي شهد حضوراً واسعاً غصّت به جنبات القاعة لشخصياتٍ دينيةٍ وثقافيةٍ وأكاديمية من داخل وخارج العراق، بتلاوة آياتٍ من الذكر الحكيم والنشيد الوطنيّ العراقيّ ونشيد العتبة المقدّسة وقراءة سورة الفاتحة ترحّماً على أرواح شهداء العراق، ثمّ كلمة الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدّسة التي ألقاها أمينها العام سماحة السيد أحمد الصافي والتي بيّن فيها: (للاطّلاع على الكلمة اضغط هنا).

تلتها كلمةٌ لمدير عام مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية في إسطنبول الجناح الثقافي لمنظّمة التعاون الإسلامي في مدينة اسطنبول التركية الدكتور خالد أرن، التي بيّن في مستهلّها شرحاً لعمل وهيكلية المركز والأعمال المناطة به منذ تأسيسه عام (1980)، وكيف أنّه قام بإصدار المئات من الكتب والأبحاث والدراسات والكتب المرجعية في الفنون ودراسات لترجمات معاني القرآن الكريم ومجموعة من المخطوطات الإسلامية المنتشرة في شتى مكتبات العالم، وشكر القائمين على هذا المؤتمر الذي اعتبره حلقة وهمزة وصل بين مركز الأبحاث ومكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدّسة.

جاءت بعدها كلمةُ اللجنة التحضيرية للمؤتمر التي ألقاها الدكتور عادل نذير وأوضح فيها: "من شأن الأمم إذا أرادت أن تنهض بتاريخها وأمجادها أن توقّر علماءها وتحتفي بجهودهم العلمية، وخير ما يتركه العلماء كلماتهم التي دوّنوها، وقد ورثت أمّتنا الإسلامية من التراث ما يرقى لأن نفخر ونتفاخر به على سائر الأمم لذلك اجترح القائمون على العتبة العباسيّة المقدّسة تشكيلاً سمّي بـ"دار ومكتبة مخطوطات العتبة العباسيّة المقدّسة" ليرعى مؤتمرنا هذا".

مضيفاً: "من مصاديق الامتثال لأمر المعصوم الذي اخترنا قوله شعاراً دائماً للمؤتمر، إذ يقول الإمام جعفر الصادق(عليه السلام): (احتفظوا بكتبكم فإنّكم سوف تحتاجون اليها)، ومن وسائل الاحتفاظ التحقيق والفهرسة والترميم وهي وحداتُ دار ومكتبة مخطوطات العتبة المقدّسة، وهي كذلك محاور مؤتمرنا الذي ينعقد اليوم، وما فكرة المؤتمر إلّا لخلق مناخٍ علميّ يلتقي فيه أرباب فنون حفظ الكتاب والاطّلاع على آخر المستجدّات العالمية، وما دفعنا الى ذلك هو نجاحُ المؤتمر العلميّ الأوّل لحفظ التراث المخطوط وإحيائه الذي كانت من توصياته أن يكون مؤتمراً علميّاً دوليّاً لضمان التواصل بين المؤسّسات العلمية الإسلامية المعنية بالتراث".

وبيّن: "وصل الى اللجنة العلمية ثمانيةٌ وخمسون بحثاً قُبِلَ منها ثلاثةٌ وأربعون بحثاً علميّاً بعد عرضها على لجنةٍ من الخبراء، والمؤتمر اليوم ينعقد بمشاركةٍ دولية على مستوى الحضور والمشاركة، وهي: مصر، الجزائر، لبنان، إيران، سوريا، السعودية، البحرين، الهند، باكستان، تركيا، إيطاليا، ألمانيا، فرنسا، فضلاً عن البلد المضيِّف العراق".

أعقبتها كلمةُ الوفود المشاركة التي ألقاها بالنيابة عنهم الدكتور محمد حميد السلمان من مملكة البحرين (للاطلاع على الكلمة اضغط هنا)

بعدها عُرِض فلمٌ وثائقيّ عن مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسيّة المقدّسة منذ انطلاقاتها الأولى وعن أهمّ الأعمال التي قامت بها من تأليفٍ وتحقيقٍ وما تحتويه من نفائس.

لتختتم هذه الكلمات بكلمةٍ من الهند لمتحف (سالار جنگ) التي ألقاها متولّيه الأستاذ احترام علي خان، والتي عبّر فيها عن سعادته للحضور والمشاركة في هذا المؤتمر الذي هو نتاجٌ وثمرةٌ لتعاون وتواصل كان عندما حلّ وفدُ العتبة العباسية المقدّسة في مهرجان أمير المؤمنين(عليه السلام) الثقافي السنويّ الثاني ضيفاً على المتحف في مدينة حيدر آباد لتكون هذه المشاركة تعضيداً وتوطيداً للعلاقة التي سيكون لها مستقبل زاهر بإذن الله تعالى، لكون أنّ المتحف يحتوي على العديد من النفائس والمخطوطات التي وجدنا في مكتبة دار ومخطوطات العتبة المقدّسة الجدّية في العمل والروح.

بعدها جاء دور الباحث الدكتور سعيد عبدالحميد من مصر ليُلقي بحثَ الافتتاح الذي كان بعنوان: (الأسس العلمية للتوثيق كأحد أهمّ مراحل الحفظ والصيانة الوقائية للتراث).

كما شهد حفلُ الافتتاح تقديم نسخة نادرة من المصحف الشريف وصورة تاريخية للحرم المكّي تعود لحقبة زمنية قديمة لسماحة الأمين العام للعتبة العباسية المقدّسة قدّمها الدكتور خالد أرن مدير عام مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية في إسطنبول.

وبعد فترة الاستراحة والتبرّك بوجبة غداء في مضيف العتبة العباسيّة المقدّسة اتّجه الحضور والمشاركون في جولة الى معرض المخطوطات المقام على هامش المؤتمر الذي ضمّ مجموعةً من المخطوطات التي حُقِّقت وطُبِعَت في العتبة المقدّسة.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: