خلال جلسة حوارية احتضنتها جامعة سومر: السيد محمد الموسوي يؤكد على الطلبة انه من المسائل المهمّة التي كانت الزهراء(عليها السلام) تطبّقها هي مسألة التنمية البشريّة...
ضم المهرجان الأحتفائي الذي نظمته العتبة العباسية المقدسة بالتعاون مع جامعة سومر جلسة كلمة ارشادية وجلسة حوارية جمعت بين الطلبة والسيد محمد عبدالله الموسوي من قسم الشؤون الدينية في العتبة المقدسة بين فيها أمور عده أهمها :
بعدها جاءت كلمةُ الوفد الضيف التي ألقاها السيّد محمد الموسوي من قسم الشؤون الدينيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة، وقد جاء فيها بعد نقله سلام وتحيّات ودعاء القائمين على العتبة المقدّسة وخَدَمَتها: "لابُدّ لنا أن نطّلع على هذا البيت المبارك -بيت عليّ وفاطمة-، الذي لم يكن بيتاً بسيطاً إنّما كان جامعةً إسلاميّة تحوي كلّ معاني الجامعة، وجميلٌ للإنسان أن يطّلع على تلك الجامعة عن قرب، حتّى يرى النظام الأسريّ والتربويّ والأخلاقي والتعليميّ والعباديّ الذي خرج من هذا البيت الطاهر، وهذه كلّها دروسٌ تنبع من بيت عليّ وفاطمة(عليهما السلام)، أجمل حياةٍ عاشتها الزهراء هي تلك الفترة القصيرة مع عليّ(عليه السلام) مع أنّها كانت حياةً مليئةً بالحروب والفتن".
وأضاف: "إنّ هذا البيت المبارك الذي ننتمي له -إن شاء الله- جديرٌ بنا أن نقترب منه ونطّلع على المناهج والتربية فيه، وهذا مهمّ جدّاً، فعند انتقال الزهراء الى بيت عليّ نجدها قد وضعت بذوراً لكي تنمّي الحياة في بيتها الجديد، منها المحبّة وهذا القانون جدّاً مهمّ لديمومة الحياة الأسريّة والاجتماعيّة، فإذا لم تكن هناك محبّة لا يوجد كلّ شيء، المحبّة قانونٌ إلهيّ رسمته الزهراء في بيت عليٍّ مع أطفالها وأسرتها، وهذا شيءٌ حثّ عليه القرآن الكريم وأوصى به في بناء البيت الأسريّ، وقانون المحبّة أيضاً لابُدّ أن يكون في الجامعة لأنّ المعلومة إذا أردتُ أن أطرحها لم تصل إذا لم تكن هناك محبّة للتعلّم وإرادة، وهذه نقطةٌ مهمّة جدّاً".
وتابع: "من المسائل المهمّة التي كانت الزهراء(عليها السلام) تطبّقها هي مسألة التنمية البشريّة، ولمعرفة هذه المسألة يمكنكم أن تقرأوا الروايات، كيف أنّ الحسن والحسين(عليهما السلام) كانا يجلسان وكيف كان رسول الله(صلّى الله عليه وآله) ينيمُهما ويقول: أنت إمام وأنت ريحانتي من الدنيا، الزهراء(عليها السلام) كانت تحمل الحسن والحسين وتأتي بهما الى أمير المؤمنين(عليه السلام) فتقول له: اذهب بهما الى رسول الله ليورثهما شيئاً، هذه الكلمات وهذه التنمية تزرع الطاقة الإيجابيّة، فعندما ترى الأب يمدح ابنه والجدّ يمدح أيضاً هذه من الطاقات الإيجابيّة في بيت عليّ وفاطمة والتي يجب أن نتعلّمها منهم".
وأشار: "هناك مسألةٌ مهمّة أخرى وهي أنّ بيت عليّ وفاطمة ينمّي الروح الإيمانيّة من أوّل لحظةٍ في حياة الطفل، فعند ولادة الحسن والحسين(عليهما السلام) كان رسول الله(صلّى الله عليه وآله) يؤذّن ويُقيم في أذنيهما، أي أنّ رسول الله بنفسه كان يعلّم الحسن والحسين التكبير بنفسيهما، وهذا جانبٌ من التنمية الإيمانيّة في بيت عليّ وفاطمة، فضلاً عن أهمّ جانبٍ في بيت عليّ وفاطمة ألا وهو الجانب العلميّ، حيث كانت الزهراء(عليها السلام) تهتمّ كثيراً بالجانب العلميّ والتربويّ وكانت تعلّم نساء المدينة في بيتها".
واختتم: "ما نرجوه من الطالب والطالبة في الحرم الجامعيّ الاحتفاظ بالقيمة العلميّة، وهي رسالةٌ من الزهراء(عليها السلام)، وهناك رسائل مفتوحة كثيرة من الزهراء الى الأخوات المؤمنات، منها أنّ الزهراء كانت قمّةً في العفّة والحياء والتواضع والكرم والصبر والجهاد والعمل، كانت تخرج مع رسول الله الى ساحات الجهاد لتطبّب الجرحى، نسأل الله أن يجعل هذه الذكرى الطيّبة العطرة رحمةً وبركةً علينا وعليكم، ويعمر هذا المكان المبارك ويجعلها محطّة انطلاق لكلّ معاني الخير والبركة إن شاء الله بكم".