مسؤولُ شعبة التبليغ الدينيّ: كلّما زيد في إيمان الإنسان معرفة ًوبصيرةً ازداد اختبارُه وازداد قربُه من الله تعالى

أكّد مسؤولُ شعبة التبليغ الدينيّ التابعة لقسم الشؤون الدينيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة السيّد محمد الموسويّ أنّه كلّما زيد في إيمان الإنسان معرفة ًوبصيرةً ازداد اختبارُه وازداد قربُه من الله تعالى.
جاء ذلك خلال إلقائه محاضرةً في جمعٍ من أساتذة وطلبة المعهد التقنيّ في كربلاء، وبيّن كذلك: "(إنّ الله تعالى إذا أحبّ عبداً ابتلاه) فالابتلاء -كما ورد- يتناسب مع المستوى المعرفيّ، وأشدّ الناس ابتلاءً الأنبياء والابتلاء هنا يأتي بمعنى الاختبار، لماذا الأنبياء أشدّ الناس اختباراً؟ ستقول لي: السبب هو درجةُ المعرفة عندهم، أشدّ الناس ابتلاءً الأنبياء ثمّ الأولياء ثمّ الأمثل فالأمثل، هنا ستتسلسل المعادلة فالاختبار يأتي بالدرجة الأولى الى الأنبياء والأولياء الذين هم أكثر الناس معرفةً، بعد ذلك للأمثل فالأمثل، وبعد ذلك الى عامّة الناس، فكلّما زيد في إيمان الإنسان معرفةً وبصيرةً ازداد اختبارُه وازداد قربُه من الله تعالى.
وهذه سنّةٌ خلقها الله تعالى وجعلها في أصل الخلقة، فسُنّة الخلق هو الاختبار ولا ينجو شخصٌ منها أبداً، هذه السنّة جاريةٌ كونيّاً وتشريعيّاً وحتّى الأنبياء والأولياء والصالحين والصدّيقين لا ينجون من الاختبار، ستسأل لماذا يختبر الله تعالى الإنسان المعصوم؟ طبعاً الله تعالى حينما يختبر المعصومين والأولياء في سبيل أن ترتفع درجته عند الله تعالى، كذلك لا ينجو من هذه السنّة أيضاً الناسُ الفسقة الذين هم بعيدون عن الله تعالى، قد تقول لي: لماذا يختبرهم وهم بعيدون عنه؟ يختبرهم حتّى يزيد في تعاستهم وفي عذابهم في الحياة الدنيا وفي يوم القيامة".
وأضاف: "هناك الناسُ العاديّون -أمثالنا- يختبرهم الله تعالى، فهو قانون ولكنّ هذا القانون بالنسبة لنا غفرانُ ذنب، يعني أنّ الله تعالى يبتلي الإنسان حتّى يغفر ذنوبه، وإذا لم تكن لديه ذنوبٌ كثيرة فسيرفع من درجته، هذا القانون أعزّائي جدّاً واضح في القرآن الكريم، والآيات القرآنيّة النازلة للتعريف بهذا هذا القانون كبيرة وكثيرة جدّاً".
وأكّد الموسويّ: "إنّه على الإنسان إذا رأى منكراً يجب أن يؤدّي دوره في النهي عنه، وإلّا فالله تعالى يأخذه بالعذاب، كما ورد في الآية الكريمة: (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ)، لذلك نرى الجوع والفقر منتشراً في زمانا هذا، وأحد أسبابه هو عدم النهي عن المنكر".
وفي ختام هذه الجلسة وُزّعت قصاصاتٌ ورقيّة على الطلبة ليُدوّنوا فيها ما يدور في مخيّلتهم من أسئلة واستفهامات سواءً تخصّ الندوة أو خارجها، ليقوم السيّد الحسينيّ بدوره بالإجابة عنها وتوضيح ما يلزم توضيحه.
الصور 4 صور
اضافة تعليق
ملاحظة: التعليق يخضع لمراجعة الادارة قبل النشر
ارسال