السيّد أحمد الطويرجاوي: السيّدة زينب (عليها السلام) هي المكمّلةُ للثورة الحسينيّة فعلينا أن نسير على نهجها

خلال المحاضرة التي ألقاها في مجلس العزاء السنويّ الخاصّ بإحياء ذكرى شهادة السيّدة زينب(عليها السلام)، الذي أقامته الأمانةُ العامّة للعتبة العبّاسية المقدّسة في قاعة تشريفاتها، سلّط السيّد أحمد الطويرجاوي من قسم الشؤون الدينيّة فيها الضوء على جوانب من مفاصل حياة هذه المرأة التي خلّدها التاريخ، حيث بيّن بالقول: "اليوم نحن جالسون في عزاء السيّدة زينب(عليها السلام) التي يسمّونها بطلة كربلاء، فماذا عسانا أن نقول عنها؟ عندما نقرأ ونتحدّث عن حياتها وندقّق في التاريخ نجده يقول: ما كان بينها وبين الإمام المعصوم إلّا العصمة فقط، يعني هي غير معصومة وإلّا علمُها وزهدُها وتقواها وعبادتها وفصاحتها نفس المعصوم والتاريخ يشهد على هذا الكلام، يقول: لمّا وُلدت زينب(سلام الله عليها) قالت أمّها الزهراء(عليها السلام) لأبيها: يا عليّ سمِّ هذه المولودة. فقال: ما أسبق بتسميتها أخي وابن عمّي رسول الله، أريدُ منه أن يسمّيها هو".
وأضاف: "السيّدة زينب(عليها السلام) لها منزلةٌ ومكانة خاصّة فهي ليست امرأة عاديّة، زينب ربيبةُ بيت النبوّة فأبوها عليّ سيّد الأوصياء وأمّها فاطمة سيّدة النساء (عليهما السلام) أبوها معصوم وأمّها معصومة، عندما دخل النبيّ(صلّى الله عليه وآله) فقام اليه أمير المؤمنين وقال: يا رسول الله سمِّ هذه الطفلة، النبيّ(صلّى الله عليه وآله) أخذها وأذّن في أذنها اليُمنى وأقام في اليسرى كما فعل مع أخويها الحسنين، فقال النبيّ: يا ربّ أريد تسميتها من السماء من عند الله، عندها نزل جبرائيل على النبيّ وقال له: يا رسول الله إنّ العليّ الأعلى يُقرئك السلام ويقول لك: سمِّها زينب".
مبيّناً: "أوّل ما وُلدت أخذها النبيّ(صلّى الله عليه وآله) وقبّلها وجرت دموعُ عينيه، فسأله أميرُ المؤمنين: لماذا يا رسول الله؟ قال: يا عليّ إنّ لهذه المولودة دوراً كبيراً وعند الله لها مكانة ومنزلة، وقد تذكّرت ما سيجري عليها وبكيت عليها، فزينب يسمّونها أمّ المصائب ويسمّونها جبل الصبر، وهي عقيلة الطالبيّين، قال فيها أمير المؤمنين(عليه السلام): (ابنتي هذه عالمة غير معلّمة وفاهمة غير مفهّمة)، فكانت تدرّس النساء الفقه والقرآن والعقيدة، زينب كانت تروي عن أبيها وأمّها وأخويها الحسنين الروايات والأحاديث، (إنّها عالمة غير معلّمة) كما أشار الى ذلك الإمام السجّاد(عليه السلام) في يوم العاشر من المحرّم، وقال لها: (يا عمّة أنتِ عالمة غير معلّمة)".
وتابع بالقول: "زينب كانت إذا نطقت تنطق بالفصاحة والبلاغة كما هو أبوها أمير المؤمنين، دار الزمن وأصبحت زينب مسبيّة بعد أن كانت يسمّونها مخدّرة عليّ، كما يقول أحدُ أصحاب الإمام علي(عليه السلام): جاورت الإمام أمير المؤمنين في المدينة خمسة عشرة سنة، ما سمعت في يومٍ من الأيّام صوت زينب بأذني ولم أرَها بعيني، والإمام الحسن(سلام الله عليه) يقول: كانت أختي زينب في أيّام والدي إذا أرادت أن تخرج لزيارة قبر جدّها نبيّ الله(صلّى الله عليه وآله) لم يكن أبي يُخرجها نهاراً جهاراً، لذلك نوصي أخواتنا وبناتنا وأمّهاتنا أن يلتزمن بالقليل ممّا كانت زينب(عليها السلام) تفعله".
واختتم الطويرجاوي: "زينب(عليها السلام) هي المكمّلة للثورة الحسينيّة فعلينا أن نسير على نهجها، ونسأل الله بحقّ هذه المرأة العظيمة أن يحفظ العراق وأهله من كلّ سوءٍ ببركة هذه الصدّيقة، وبحقّ محمدٍ وآله الطيّبين الطاهرين".
الصور 7 صور
اضافة تعليق
ملاحظة: التعليق يخضع لمراجعة الادارة قبل النشر
ارسال